علاء لطفي
ألقي السفير الألماني بالقاهرة يورجين شولتز كلمة ترحيبية بمناسبة الاحتفال بعيد الوحدة الألمانية الذى أقامته السفارة مساء أمس الثلاثاء٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥، وحضره المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، نيابة عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد ضخم من السلك الدبلوماسي الأجنبي والمصري .
وأعرب السفير شولتس في كلمته عن ترحيبه الحار بالسادة الضيوف في الحفل الذي أقيم بحديقة السفارة الألمانية بالقاهرة، وقال: يسعدني الاستجابة الكبيرة لدعوتنا للاحتفال معنا الليلة بيوم الوحدة الألمانية.
وتابع: أعزائي الضيوف، تربط ألمانيا ومصر شراكة وصداقة خاصة جداً نمت على مر التاريخ.
على الصعيد السياسي والاقتصادي، وكذلك الثقافي وفي مجالات التعليم والعلوم، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
إن زيارة الرئيس الألماني شتاينماير ورئيس الوزراء زودر ورئيس الوزراء كريتشمر والعديد من ممثلي الحكومة الألمانية إلى مصر خلال الاثني عشر شهراً الماضية تؤكد قوة علاقاتنا.
نحن فخورون بما حققناه، ألا وهو علاقات وثيقة وقوية ومتعددة الأوجه وودية قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة والتقدير المتبادل.
لكننا لا نريد أن نكتفي بهذا الإنجاز بل نعتبر هذا النجاح حافزاً لنا لتكثيف وتوسيع نطاق تعاوننا بشكل أكبر.
اسمحوا لي أن أذكر بعض الأمثلة الحالية التي توضح ذلك:
- في مجال التعليم:
إن التعاون الوثيق في مجال التعليم لا يزال يمثل أولوية استراتيجية بالنسبة لنا. في العام الماضي اتفقنا على إنشاء مائة مدرسة مصرية-ألمانية جديدة.
- في مجال العلوم:
تضم الجامعتان الألمانية المصرية اليوم أكثر من ١٨٠٠٠ طالب وطالبة. وأنا أتطلع بشدة إلى حضور حفل التخرج الأسبوع المقبل. إن إنجازات ومواهب هؤلاء الشباب مثيرة للإعجاب وأود أن أهنئ الأستاذ الدكتور/ منصور، ”الروح القائدة“ لهاتين الجامعتين على هذا النجاح.
في مجال تغير المناخ:
لقد قمنا الأسبوع الماضي بعقد الاجتماع رقم ١٠١ من سلسلة محادثات القاهرة حول المناخ. نحن نجمع في هذه الاجتماعات صناع القرار السياسي والاقتصادي لمناقشة مواضيع مثل تغير المناخ والطاقة والبيئة وهي مواضيع ذات أهمية لمصر والمنطقة وألمانيا.
- في مجال الاقتصاد:
هناك أكثر من ١٦٠٠ شركة ألمانية تعمل في مصر. الشركات الألمانية هي شركاء رئيسيون في المشاريع الكبرى في مجالات البنية التحتية والطاقة وتساهم بشكل كبير في تحديث البلاد.
- في مجال التعاون الإنمائي: تدعم ألمانيا التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر من خلال تدابير متنوعة، لا سيما في إطار مجال الطاقة في المبادرة الكبرى للسياسة المناخية "نوفي" محور الغذاء والمياه والطاقة NWFE (Nexus Water, Food, Energy).
كما أننا على سبيل المثال نساهم من خلال مبادلة الديون التي ستتم في نهاية العام نساهم في ربط مزارع الرياح في خليج السويس بشبكة الكهرباء، وبالتالي تزويد ١.٧ مليون أسرة بالكهرباء الخضراء.
السيدات والسادة الأعزاء،
نحتفل اليوم - نحن الألمان - بيوم الوحدة الألمانية. أحياناً يسألني البعض متى نحتفل فعلياً بعيدنا الوطني الحقيقي - أي”يومنا الوطني“.
حسنًا، الإجابة بسيطة: يوم الوحدة الألمانية هو عيدنا الوطني.
نحتفل في هذا اليوم بسعادة عظيمة. أن وطننا قد تم أعادة توحيده قبل ٣٥ عاماً بشكل سلمي – دون إطلاق رصاصة واحدة ودون خسارة حياة إنسان واحد.
بعد أكثر من ٤٠ عاماً من انقسام دولتنا. بعد ٢٨ عاماً من وجود جدار برلين.
نحتفل كذلك بتغلبنا على انقسام أوروبا في ذلك الوقت. نحتفل بتمكن العديد من جيراننا وأصدقائنا في الشرق، الذين لا نزال ندين لهم بالكثير من الامتنان لما حدث في ذلك الوقت - تمكنوا من استعادة حريتهم.
لذلك، فإن يوم الثالث من أكتوبر هو عيدنا الوطني. منذ عام ١٩٩٠، نعد أنفسنا محظوظون لأننا متحدون في سلام وحرية.
في هذا اليوم الذي نحتفل فيه نتذكر جميع الأشخاص الذين لا يستطيعون العيش في سلام وحرية.
وبالطبع في المقام الأول والأهم الأشخاص في الشرق الأوسط الذين يتعرضون حالياً من الكثير من الألم والمعاناة. إن الوضع في غزة على وجه الخصوص يجعلنا يملئنا بالحزن ويجعنا عاجزين عن الكلام ومذهولين.
وقد وصف وزير الخارجية فاديفول الحرب في قطاع غزة بأنها ”جحيم على الأرض“ و”كابوس إنساني“.
نحن نقدر الدور المسؤول والبناء والحكيم الذي تلعبه مصر، البلد المضيف لنا، في هذا السياق.
بطبيعة الحال ينظر كل منا إلى هذا الصراع من منظوره الخاص.
وأؤكد لكم أن ألمانيا تستخدم جميع الوسائل السياسية والدبلوماسية المتاحة لها للمساهمة في التوصل إلى حل وإنهاء المعاناة التي لا حد لها التي يعيشها الناس.
في هذه الساعات، يبدو أن نهاية دائمة للحرب في غزة أصبحت أقرب من أي وقت مضى.
إن خطة السلام التي اقترحها الرئيس ترامب، والتي تم التنسيق بشأنها مع الشركاء العرب - بما في ذلك مصر - وإسرائيل، توفر فرصة تاريخية.
نرحب بهذه الخطة ترحيباً صريحاً ونأمل أن تغتنم حماس هذه الفرصة التاريخية وتوافق عليها. حتى يتسنى إحراز تقدم ملموس أخيراً:
تتمثل في وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والتحسين السريع للوضع الإنساني الكارثي ثم في النهاية إلى رؤية سياسية تسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش بسلام جنباً إلى جنب في دولتين.
نحن الألمان نتذكر في يوم عيدنا الوطني أيضاً شعب أوكرانيا. منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف تدافع أوكرانيا عن نفسها ضد حرب عدائية وحشية ومخالفة للقانون الدولي. هذه الحرب ليست بالنسبة لألمانيا حدثاً هامشياً في أوروبا.
إنها بالنسبة لنا ذات أهمية مركزية. لأن: مستقبل أوروبا يتحدد في أوكرانيا. ولهذا السبب ستظل ألمانيا – مع شركائها – تقف بقوة إلى جانب أوكرانيا حتى يتحقق سلام عادل ودائم وتستمر أوكرانيا كدولة حرة ومستقلة.
السادة الضيوف الأعزاء،
اسمحوا لي أن أختتم كلمتي ببعض كلمات الشكر.
أود أن أتوجه بالشكر إلى رعاة هذا اليوم على دعمهم السخي.
كما أشكر جميع موظفي السفارة في القاهرة على جهودهم الدؤوبة في التحضير لهذا الاحتفال.
كما أود أن أشكر جميع زملائي في هذه السفارة على عملهم الرائع.
ويسعدني جداً أن نائب الأمين العام للهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAAD) موجود معنا اليوم وسيشرفنا بكلمة ترحيب بمناسبة الذكرى السنوية للهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAAD) هذا العام.
أعزائي الضيوف، السيدات والسادة،
أتمنى لكم أمسية ممتعة.
تحيا الصداقة الألمانية المصرية!
شكراً لكم.
وشهد المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، نيابة عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، احتفال السفارة الألمانية بالقاهرة باليوم الوطني لدولة ألمانيا الاتحادية، اليوم الثلاثاء، بمقر السفارة الألمانية بالزمالك.
وقال المستشار محمود فوزي، إن حضوره اليوم لتقديم التهنئة نيابة عن الحكومة المصرية، يأتي في إطار العلاقات المصرية ـ الألمانية الممتدة عبر التاريخ، والتي تميزت خلال السنوات العشر الأخيرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث صاغتها سياسات تقارب وتبادل تنسيق وتعاون مع كبرى دول العالم بشكل عام، وألمانيا على وجه الخصوص، بما يصب في صالح السلام الدولي والإقليمي، والحفاظ على سلامة ومقدرات الشعوب، وتقاربها في شتى المجالات، والانفتاح على التجارب والاستفادة منها، وتعزيز التعاون الثقافي والاقتصادي والعسكري والسياحي والتعليمي، والتنسيق الكامل في الملفات المختلفة، بالشكل الذي يعكس حجم وقوة مصر، واعتماد المجتمع الدولي عليها في أهم الملفات وأكثرها حساسية وتعقيدًا، بفضل قيادة سياسية وضعت البلاد موضع قوة، وجعلتها لاعبًا رئيسيًا في أهم القضايا الإقليمية.
وإلى نص كلمة الوزير:
وأضاف: يسعدني أن أتواجد بينكم اليوم في هذه المناسبة الخاصة التي نحتفل فيها بيوم الوحدة الألمانية. هذا اليوم لا يمثل مجرد ذكرى وطنية للشعب الألماني، وإنما صار رمزًا إنسانيًا ملهمًا لكل الشعوب التي تؤمن أن الأمل قادر على أن يتغلب على أي انقسام، وأن المستقبل يمكن أن يحمل في طياته دائمًا فرصة جديدة للتقارب والتلاقي.
حين نتأمل تجربة الوحدة الألمانية، نرى فيها قصة إنسانية قبل أن تكون قصة سياسية؛ ملايين البشر عاشوا لسنوات طويلة يفصل بينهم جدار وساتر فولاذي قاتم، لكنهم احتفظوا بالأمل وتمسكوا بالحلم بأن يجتمعوا من جديد. وفي لحظة فارقة من التاريخ، تحوّل الحلم إلى حقيقة تُعلّمنا أن الإرادة الإنسانية أقوى من كافة الحواجز، وأن ما يجمع الناس دائمًا أكبر مما يفرقهم.
وأكد فوزي أن العلاقات بين مصر وألمانيا علاقات قديمة ومتنوعة، وليست قاصرة على المجالات السياسية أو الاقتصادية، بل تمتد وتتشعب إلى مجالات مثل التعليم والثقافة والفنون. فكثير من طلابنا وأبنائنا درسوا في ألمانيا وعادوا بخبرات أثْرت حياتهم وأسهمت في خدمة بلدهم. وفي المقابل، يزور مصر أعداد كبيرة من المواطنين الألمان كل عام للسياحة أو للعمل أو الدراسة، فيصبحون جسرًا حيًّا للتواصل بين الشعبين.
وتابع: لقد لعبت الثقافة على وجه الخصوص دورًا كبيرًا في هذا التقارب بين الشعبين؛ فكم مرة استمتع المصريون بالموسيقى الألمانية التي أصبحت جزءًا من التراث الإنساني كله، وكم مرة تأثر الألمان بالحضارة المصرية التي ما زالت تبهر العالم منذ آلاف السنين. فالفن والأدب والموسيقى لغات لا تحتاج إلى ترجمة، لأنها تعبر مباشرة إلى القلب والعقل، وتُذكرنا دائمًا بأن الاختلافات اللغوية والثقافية بين الشعوب لا تلغي إنسانيتنا المشتركة. وكما تُعانق كاتدرائية كولونيا الشامخة عنان السماء ببهاء أبراجها المهيبة، شاهدةً على قرون من الإيمان والفن والإبداع والعمران في جمهورية ألمانيا الاتحادية، تقف أهرامات الجيزة وغيرها من معالم الحضارة المصرية بأحجارها الرصينة ونقوشها الخالدة، دليلًا على عظمة حضارةٍ أنارت دروب الإنسانية. ومن بين هذه الرموز، يطلّ التاريخ المصري والألماني معًا ليؤكد أن الشعوب العريقة وحدها هي التي تصوغ من تاريخها جسرًا يمتد عبر الزمن، يربط الماضي بالحاضر، ويلهم شعوبها لبناء المستقبل.
وتابع وزير الشؤون النيابية: لقد شهدت العلاقات المصرية ـ الألمانية زخمًا استثنائيًا خلال العقد الماضي منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة جمهورية مصر العربية، وتعدّت الزيارات بين مصر وألمانيا حدود البروتوكولات إلى جسور فعلية للتلاقي الاستراتيجي. فمن جهة، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة ألمانيا ست مرات منذ توليه رئاسة الجمهورية، في مسارات متعددة بين القمم الدولية والمناسبات الثنائية.
كما أكد أنه من جهة أخرى، شهدت مصر حضورًا ألمانيًا مميزًا، إذ أجرى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير زيارة للقاهرة في سبتمبر 2024، وهي أول زيارة لرئيس ألماني لمصر منذ نحو أربعة وعشرين عامًا، ليجدد بذلك التزام ألمانيا بالشراكة مع مصر، ويفتح صفحة جديدة وضّاءة في العلاقات الثنائية.
وأشار إلى أنه اليوم، ووسط عالم يموج بالتحديات، من تغيّر المناخ إلى الأزمات الاقتصادية والإنسانية المتلاحقة، يصبح التعاون أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وهنا تأتي تجربة الوحدة الألمانية لتُعطينا مثالًا على أن تجاوز الصعوبات ممكن، إذا كان هناك إيمان بالمستقبل واستعداد للعمل المشترك.
وشدد على أن مصر تعتز كثيرًا بشراكتها مع ألمانيا في كافة المجالات، سواء في قطاعات الطاقة المتجددة أو التعليم أو البحث العلمي أو الفنون. فهذه الشراكات ليست مجرد مشروعات، لكنها استثمار في المستقبل وللأجيال القادمة، من أجل عالم أكثر عدلًا واستقرارًا.
واختتم كلمته قائلًا: في هذا اليوم، يوم الوحدة الألمانية، نحتفل جميعًا بقيم إنسانية كبرى تجمعنا. ومن هنا، فإن احتفالنا بهذه المناسبة هو احتفال بالقدرة الإنسانية على التغيير، وعلى تجاوز التحديات، وعلى بناء عالم أفضل. كل عام وألمانيا بخير، وكل عام وأواصر الصداقة بين بلدينا أقوى وأعمق وأكثر ازدهارًا. وشكرًا لكم.